سامحني يا الله..!!

في تلك العياده..

حيث كنت أتدرب (تنويه أنا لستُ طبيبه إنما بيوكيميائيه) التدريب الميداني متطلب من متطلبات التخرج..

بما أنني كنت اتدرب في المختبر، فالتقيت بالكثير من المرضى في الغرفة المخصصة لسحب الدم..

أغنياء ، فقراء،سعوديين ، مصريين ، أتراك ، مغاربه ، سوريين ، هنوود ، أطفال ، كبار …إلخ

و القائمة تطول..

تأثرت كثيرًا بشخصين..

أحدهم إندونيسي و الآخر هندي..

دائمًا كنتُ أتذمر و أتشكى من قلة سمعي احيانًا..

حيثُ أنني دائمًا أقول للمتحدث ” نعم..نعم..” أي أعد ما قلته سابقًا..

كنت أشعر بالحرج بسبب قلة سمعي..

” أستغفر الله..طفشتني اذني..فشلتني  اليوم كم مره اقول نعم ايش ماسمعت..”

كنت أكرر العبارة السابقة من غير وعي..!!

لأنني في حالة غضب..

ما أن التقيت بالهندي و هو الأول..

كان معه مرافق..

بعد أن تم سحب عينة الدم كنت أقول له إذهب إلى الأشعة هناك و وصفت له المكان..

كان يبتسم..منذو أن دخل غرفة سحب الدم وهو مبتسم..

ما أن أنتهيت من كلامي التفت إلى مرافقه حيث قام بإستخدام لغة الإشاره ليوضح له ما كنت أقول..!!!

نعم كان اصم..ترك أهله و بلده من أجل لقمة العيش فلم يمنعه الصمم..

حمدت الله أن رزقني نعمة السمع..شعرت بذنب كبير..

كيف كنت اتجرأ بقول تلك العباره..!! كيف لم أتذكر أنني بنعمة..

و مع ذلك كنت أتذمر..!!

أما هو فكان يبتسم..و ما زال يبتسم..^^

لا أنسى ذلك الموقف بعد أن انتهى مرافقه من التوضيح له كان ذلك الهندي يحاول أن يشكرنا و ينطق بكلمات..

قبل أن يآتي كنت أتحدث مع إحدى الزميلات في العيادة و ما أن رحل .. فعم الصمت في المكان..

يبدو أنها هي ايضًا كانت تفكر بنعمة الله علينا..

اما الآخر..

ذلك الإندونيسي..قلت له إذهب إلى الأشعه..

شعرت أنه لم يسمعني..أعدت ما قلته باللغتين العربية و الإنجليزيه..

ثم قلت له اتبعني..اوصلته إلى قسم الاشعه..

ايقنت بعدها أنه لا يمتلك سوى اذن واحده..!!

و مع هذا كان يبتسم..^^

سبحانك يا ربي..

فسامحني يا الله..

لماذا لا نحمدالله على النعم دائمًا ، لماذا ننتظر أن نفقد إحدى النعم أو نرى مبتلًا ثم نقول الحمدلله..

” الحمدلله حمدًا كثيرًا طيبًا “

” يا رب لك الحمد و الشكر كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك ”

” الحمدلله الذي عافانا مما إبتلاهم به، وفضلنا على جميع خلقه تفضيلًا “

ما يؤلمني أكثر..أن بعضنا يستخدم هذه النعم فيما يغضب الله..!!

الحمدلله يا رب..~